عندما كنت أدرس علم الاجتماع فى الجامعة اللبنانية ببيروت عام 1997، حصلت على دروس كمراسلة فى معهد نيويورك للتصوير، على أساليب التصوير المختلفة،حتى التقيت بمراسل حربى،وأنهيت معه تدريب ميدانى استمر لمدة ستة أشهر.
كانت المهمة الأولى،هى تغطية عن مقلب للقمامة فى شمال لبنان، وقتها وقعت فى حب هذهِ المهنة، واعتقدت بأن احترافها سيمثل زواجاً مثالياً ،ما بين دراستى لعلم الاجتماع والقصص التى تدور من حولى، وهى تماماً ما كنت حريصة على مشاركته.
وظيفتى الأولى كانت فى مكتب وكالة الاسوشيتدبرس فى بيروت، حيث طورت مهاراتى فى التصوير الفوتوغرافى ، وبعد مرور عام ، التحقت بوكالة الأخبار الفرنسية AFP ، كمصورة ،ومحررة صور، حيث أمضيت السنوات الثمانى التالية ، فى السفر عبر المنطقة العربية ،لتغطية الأحداث والصراعات .
وفى عام 2008 ،اتخذت قرارى بالاستقالة من الوكالة الفرنسية ، وقررت أن أسلك طريقى كمصورة مستقلة ؛ والتركيز مشروعاتى الوثائقية الخاصة .
وأنا حالياً أعكف على مشروعى الجديد المستمر منذ فترة،والذى اخترت له عنوان ” أنا أقرأ،أنا أكتب” ، حيث أرغب من خلاله فى إبراز إمكانيات فنية أكثر فى عملى، وليس مجرد تقديم قضايا اجتماعية وسياسية، وذلك من خلال دفع النساء للكتابة عن صورهن بأنفسهن! ،وبهذه الطريقة تكون هؤلاء النساء قادرات على تناول قصصهن ،باستخدام مهاراتهن المكتسبة، وبذا يكن فخورات بما هن قادرات على تحقيقه وعرضه للأخريات ،اللاتى سيقدرن هذا العمل بالضرورة، بل سيكون بدوره مصدراً للإلهام للنساء من داخل مجتمعاتهن وخارجها.
ونصيحتى التى أرغب تقديمها للنساء الراغبات فى العمل بالتصوير هى: فى هذه الأيام ليس كافياً أن تكونى موهوبة ، فكل شخص لديه القدرة الآن على التقاط صور جميلة، لذا فعلى المصورات الشابات أن يكن على دراية بما يدور حولهن ، وذلك عن طريق القراءة ،والكثير من البحث، للحصول على القصص اللاتى يشعرن نحوها بالشغف،وتقديمها بدورهن عن طريق الكاميرا ،وهذهالقصص قد تكون تماماً أمام أعينهن دون الحاجة للسفر بعيداً للحصول عليها ،لكنهن قد لا ينتبهن لذلك.
* TEDلورا بوشناق – مصورة فوتوغرافية وزميلة
لورا بوشناق سافرت إلى عدة دول مثل اليمن ومصر وتونس لتسلط الضوء على نساء شجاعات – طالبات مدارس وناشطات سياسيات وأمهات في الستين من أعمارهن