هدير حسن
فاطمة خير.. صاحبة الجذور الصعيدية، وتحديدًا أسوان، حيث نشأة والدها القيادي العمالي البارز عبد الرحمن خير، عضو مجلس الشورى السابق، هي صحفية بدأت حياتها المهنية من الصحافة الحزبية، وسعت من خلالها أن تحقق حلمها، الذي راودها منذ كانت في السابعة من عمرها، في أن تناقش وتعبر عما يدور بخلدها كيفما ترآى لها.
في ديسمبر الماضي، قررت فاطمة أن تنشيء شبكة “نساء من أجل الإعلام” لتكون عونًا للصحفيات، ودافعًا لهن لتحقيق أحلامهن، ولكن قبل أن تخطو فاطمة خطواتها الأولى نحو هذه الشبكة التعليمية والإرشادية، مرّ مشوارها المهني بمحطات بارزة على مدى عشرين عامًا، أثبتت خلالها قدرة النساء على تحقيق طموحاتهن دون اهمال حياتهن الاجتماعية.
ولدت عام 1973، وقضت 4 سنوات من عمرها في العراق، وفي السابعة أدركت أنها تريد أن تكون صحفية، وهو الأمر الذى لاقى دعمًا واسعًا من والدها، فكانت تقرأ في السياسة والفن والأدب، وهي لم تتخطَ الحادية عشرة، كما كانت تهوى رسم الكاريكاتير، والتصوير، وكتابة المقالات، وعلى الرغم من دراستها للحقوق، إلا أنها عملت بالصحافة منذ سنواتها الأولى بالجامعة، وكانت مجلة “صباح الخير” أولى محطاتها.
شاركت فاطمة، فور تخرجها من الجامعة، باتحاد الشباب التقدمي التابع لحزب التجمع، حيث بدأت رحلتها مع الصحافة الحزبية بجريدة الأهالي، كما كانت مشاركتها بالحزب فارقة في مشوارها الصحفي كما تؤكد قائلة “طول الوقت مكنش فيه ضربة إلا وبتقويني، ووجودي في حزب التجمع علمني أكون مقاتلة”، وفضّلت فاطمة الصحافة على العمل والنشاط السياسي، معتبرة الصحافة أشمل من أي نشاط، وتمنح أصحابها حرية الخوض في المجالات كافة، وصممت أن تضعها في أولى اهتماماتها وقبل حياتها الخاصة، حتى استطاعت أن تصنع لنفسها تاريخ طويل في العمل الصحفي والإعلامي، ملأته بالعمل كمراسلة في العديد من الصحف والمواقع العربية والمحطات التلفزيونية.
في 2005، تولت رئاسة تحرير جريدة “عرضحالجي”، وبعدها بسنوات أخذت على عاتقها مسئولية التطوير التحريري والجودة بموقع اليوم السابع، وأسست راديو اليوم السابع، وموقع فيديو 7، كما أسست موقع “دريم نيوز”، وتولت رئاسة تحريره، كما أشرفت على تطوير محتوى وجودة إذاعة هنا القاهرة، لتصل في النهاية إلى رئاسة تحرير برنامج “عسل أبيض”، الذي يذاع على فضائية TEN، وهي تكتب حاليا مقالات بموقع “دوت مصر”، وطوال هذه المسيرة المهنية لمست فاطمة المشكلات التي قد تواجه الصحفيات، وتحرمهن من الاستمرار في العمل الصحفي.
“في الفترة الأخيرة، ومع زيادة الصحف والمواقع الإليكترونية، بدأ الاتجاه لدراسة الصحافة والعمل بها يزيد، ولكن الأولوية بتكون للصحفيين مش الصحفيات”، توضح فاطمة أن الصحفيات الشابات يواجهن دومًا خطر الاستمرار، خاصة مع ضغوطات المجتمع، وعدم القدرة على التوفيق بين الحياة الأسرية والاجتماعية، في حالة المتزوجات، والعمل الصحفي، مما جعل من قدرة فاطمة على الزواج والإنجاب والعمل بالصحافة نموذجًا يُحتذى به، ويمكن تنفيذه بالنسبة للصحفيات الشابات، كما تقول فاطمة.
وما كان من فاطمة إلا أن تخضع لتدريبات تؤهلها لتصبح مدربة تقدم خبرتها المهنية للصحفيين والصحفيات الشابات، ولكنها رأت أن المشكلات التي تعاني منها الصحفيات تستوجب إنشاء شبكة تمكنهن من الاستمرار في الإعلام، وتمنحهن التدريبات اللازمة ليثبتن قدرتهن على العمل بالصحافة، ولهذا عكفت منذ الصيف الماضي على تدشين هذه الشبكة لتظهر في ديسمبر الماضي “شبكة نساء من أجل الإعلام”، التي تقوم فاطمة على إدارتها بداية من الموقع الإليكتروني والمحتوى الخاص به، وحتى الصفحة الخاصة بها على موقع التواصي الاجتماعي “فيسبوك”، وذلك بعد أن درست احتياجات الصحفيات حتى يمكنهن منافسة زملائهم الرجال.
وكانت منحة “تدريب ريادة الأعمال”، التي أُقيمت في فبراير الماضي، آخر الدورات التدريبية التي قدمتها الشبكة للصحفيات من أجل منحهن القدرة على تنفيذ مشروعاتهن بنجاح، وتسعى فاطمة، من خلال شبكتها، أن توفر في الفترات المقبلة تدريبات تدعم ثقة الصحفيات بأنفسهن، بالإضافة إلى التدريبات الخاصة بالسلامة المهنية، وذلك من خلال توفير المتدربين المتخصصين، كما أنها تحلم أن تخدم الشبكة صحفيات المنطقة العربية بأكملها خلال 5 سنوات.
ترى فاطمة أن المستقبل للصحافة المحلية، وأن الفرص ستكون أكبر للصحفيين العاملين بالصعيد، حيث يكون لديهم القدرة على التعبير عن مجتمعهم بصورة أجدر، كما تنوه إلى احتياجهم دومًا للتدريبات المهنية، التي يصعب عليهم حضورها في القاهرة، ولكنها ترى أن من يسعى لتحقيق حلمه عليه أن يتحمل مشقة العمل الصحفي وقلة الفرص.
لفاطمة أعمال أخرى على المستوى الأدبي، فقد أصدرت كتاب “أنثى مع سبق الإصرار” 2014، ومجموعة قصصية بعنوان “معزوفات قصيرة”، وفي طريقها لإصدار كتابين أخرين “رسائلي إليك”، و”دليل المرأة الغبية”.
*نقلاً عن موقع المندرة