
إنجي محي الدين
زمان أم مكان! يختلط عندي الزمان بالمكان و الحلم بالواقع و الموجود بالعدم. يعاندني الشتاء.. أحاول التحايل علي برودته السخيفة بمج الشوكولا الساخن، و علي يومه القصير و ظلمته المبكرة بدفئ أغاني فيروز. أحاول تجاهل أطرافي المثلجة و ثقل الملابس التي أرتديها. لم لا أستطيع تجاوز هذه البرودة و لم تخنقني الظلمة المفاجئة. أحاول تذكر أي حدث سعيد شتوي. كل الأحداث المبهجة تحدث صيفاً فقط. حتي الكتابة.. الفعل الأحب الي قلبي.. متي يخترعون لاب توب تشع أزراره دفئاً لأتمكن من التركيز. وحدها الأسكندرية و وحده البحر يجذبني كالمندوهة في الشتاء.
ما علاقة ما أكتبه بما أريد. حالة متقدمة من الهذيان أعتقد. كنت أنتويت أن أكتب شئ مُبهج قليلاً. ما يليق بأن يكون تهنئة بشكل ما أو حتي مبادرة تشجيعية بمناسبة مرور عام علي إنطلاق الشبكة.. و لكن ما علاقة ما كتبته بما كنت أريد! ديسمبر.. هو ديسمبر بلا شك! هل لأناملي إرادة خاصة بها تكتب ما تشاء أم أن هناك علاقة ما لم يدركها عقلي بعد. تباً لعقلي الغبي فيبدو أنه لم يعد يفهم و لا يستطيع الربط بين الأحداث.. تباً لشهوات الأنامل المنطلقة بحرية فوق الكيبورد. يالغرابة الأحداث.. كل شئ بدأ هناك في الأسكندرية. هل أهذي مرة ثانية ؟ و لماذا الإعتراض و قد تعودت دوماً علي نوبات من الهذيان. كم أحب البحر.. البحر لا يعني أبدأ سوي بحر معشوقتي.. حبيبتي إسكندرية. أتذكر كثيراً قصة هيباتيا عالمة الأسكندرية الجميلة التي سحلوها حتي تسلخت حية ثم أضرموا فيها النيران علي البحر.
البحر.. الشتاء.. ديسمبر.. الأسكندرية.. فاطمة خير.. شبكة نساء من أجل الإعلام.. ربما ليس كله هذيان.. كلنا نساء. فلتمدنا يا بحر ببعض القوي الإستثنائية حتي نواجه ما حدث و ما زال يحدث من هوان.
إنجي محي الدين*
كاتبة وصحفية مصرية،زميلة شبكة نساء من أجل الإعلام