
أميرة يحيى
وجهي شاحب.. أعرف
لا اتفاجأ يوميا عندما أرى أن الشحوب بدأ يسكن وجهي رغم محاولاتي المستميتة لمضاعفة أكلتي، أعرف أن الشحوب وجد بجسدي مأو أمن مثله مثل الروتين والوجع والخيبة وقصر النفس وغيرهم، لم يعد بأمكاني سوى القيام بشئ واحد، أمتلأ ،حاسوبي المحمول بالأتربة جراء تركه فأنقلب عليَ وتعطل قليلا، لا يوجد ما أكتبه، الحبر جف وكذلك الرغبة في الفضفضة نضبت !
تمر الأيام و أنا ألهث وراء شبح يتسكع تارة ويجري بكل قوته تارة أخرى، أجري خلفه ، أقف التقط انفاسي أبتسم ! أعاود الجري مرة أخرى.
كل هذا يبدو وكأنه أعراض اكتئاب موسمي يراودني بين الحين والآخر، أكسره بفعلة مجنونة ، بحفلة أصرخ بها حتى تنخر قواي ولكن مع مرور الوقت تقل فرص فعل الأشياء المجنونة ، تمشي السنين بسرعة ولا سلطان على الزمن سوى الله.
الوحدة في هذه الحالة قرار لا إرادي ، تحاوطني وكأنها تحميني ! أم تخشى على ابنتها من خيبة أمل جديدة ! من وجع يكسر ما تبقى منها ! أياً كانت الأسباب فأنا وحيدة ذات وجه شاحب واضطرابات شديدة في النوم ومخاوف تقتلني يومياً بالبطئ
لم أعد أحتمل عبارات المؤازرة المحفوظة، في واقع الأمر لم أعد أحتمل الكلام مع الآخرين عموما! لم أبحث يومياً عن حياة كاملة ، فقط بحثت عن أن تسير الأمور في مسارها الصحيح ! بحثت أن تصبح الأمور أبسط مما هي عليه، تطلعت للفوز بشخص يقتنع أنه لا يوجد صح مطلق سوى ما أقره الله فقط، غير ذلك قابل للمناقشة والتعديل ! تمنيت أن استقيظ يوما دون أن أشعر أن النوم هو أأمن مكان لي!