
أميرة يحيى
“ولا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا” كانت هذه آخر ما كتبت قبل تعرضي لحادث الوقوع المفاجئ منذ 24 يوم. نعم، أعد الأيام بالساعات، أتبع أوامر الدكتور وأنفذها دون نقاش، اتحمل الألم دون أنين، أتحمل كوابيسي التي لم تنتهي منذ خروجي من عملية تثبيت القدم التي أجريتها منذ 14 يوم بعد 10 أيام أمضيتها في الذهاب إلى العديد من الدكاترة حتى أنتهى أحدهم لضرورة إجراء العملية.
أمضيت ساعات لا أستطيع بها الحراك، ولا يردد لساني سوى الحمد لله فقط، استغل ساعات الليل في ممارسة هوايتي المفضلة في المناجاة بصوت عالي، أناجي الله يوميا ” لم يكن هذا ما كنت أنتظره، أنا سألتك في مساءلة أخرى فكافأتني بألم شديد”. إحقاقا للحق كنت على شفا ألم أشد، الآم الفقد دائما ما تصيب الجسد والروح معا، أوجاع التعود لا مسكن لها، أنين الاشتياق لا يمكن كتمانه وكذلك كدمات الروح لا دواء لها سوى الصبر، الصبر هو أخر صفة في الدنيا يمكن أن توجد بي، للأسف أنا لا أستطيع الصبر على أوجاعي لذلك أختبأ في النوم، أركض نحو منوماتي، أتناول قرصاً وأخلد في سبات عميق أملأً مني أن ينتهي الوقت المخصص للحزن في النوم.
وكعادة الألم مثله مثل الحزن يبدأ قويً ثم تقل قوته تدريجيا، أنا الأن اعاني آلاماً بسيطة، وأمشي بخطى ثابتة في طريق الشفاء، وأعرف جيداً أن ما أعانيه الآن من اكتئاب مؤقت سينتهي ولذلك قررت أن أستغل فترة عجزي المؤقت في إعادة ترتيب أمور حياتي وعليّ أيضا أن أعترف أنني تعلمت أولى مبادئ الصبر حتى وإن كان صبر العاجز إلا أنني الآن أستطيع الجلوس ليلاً – دون اللجوء للمنوم-لأمارس طقوس حزني وأعايشه بأعين مفتوحة تملأها الدموع
أميرة يحيى*
زميلة شبكة نساء من أجل الإعلام،شاعرة ومترجمة
Well done, Amira.. Go ahead…
LikeLike