
مريم عاطف
حاولت مرارا وتكرارا فهم لماذا بعض الرجال فى مصر يرون مهنة الصحافة لا تليق بالانثى، وأن هناك من يراها وظيفة سيئة السمعه.. هل هذا صادفنى أنا فقط ..أم صادف أغلب الصحفيات!؟
فى بداية اختيارى لدراسة الإعلام والصحافة فى الجامعة بسوهاج ..تخيلت أن عائلتى هى الوحيدة المبالغة عندما تذمر بعضهم من اختيارى لهذا المجال، وان أقصى ما سوف أفعله بعد تخرجى هو أخصائية مسؤولة عن مجلة الحائط فى المدرسة أو منظمه للإذاعة المدرسية.. ولكن عندما جئت للقاهرة الكبرى لاعمل صحفية صادفت عدة آراء مختلفة من الرجال الأفاضل الذين أرادوا الارتباط بى ..وكان عجيبا جدا أن يشترط أغلبهم تغيير المهنة أو تغيير مجال عملى فى الصحافة، خاصة أننى كنت أعمل فى المجال الفنى الذى احبه كثيرا ..وفى بدايتى ومع صغر سني انبطحت لرغبة أحدهم وتم تغيير مجالى من الفن إلى الثقافة والمنوعات..ورغم عودتى للتغطية الفنية بخطوات خاجلة حيث هناك من يصغرنى وحقق نجاحا أكبر منى ..إلا أننى مازلت نادمة !
قالت لى فى إحدى المرات والدة خطيبى السابق أن الصحفيات لا يختلفن عن من يعملن فى كار العوالم !! و أدبا منى وقتها لم أرد عليها..ولكن الأدب أيضا شيئا نندم عليه بعد ذلك أحيانا !
أما أحد اقاربى “عريس لقطة” المثقف ويعمل بمجال مهم فى المجتمع، قال لايمكن أن أتزوج صحفية تتعامل يوميا وتتحدث مع “طوب الأرض” .. فسقط هو مع الطوب!
هل يرى الرجال “العرسان” هذه المهنة غير لائقة للمرأة حقا لإنها قد تكون ذكية ..أو لأنها امرأة اجتماعية ..أو قوية أغلب الأوقات..أو لأنها تعود أحيانا فى وقت متأخر ليلا..أم لأنها تحت الضوء وقد تحقق شهرة واسعة وانانيته لا تسمح بذلك ! إذن ماذا عن الطبيبة أو الممرضة وغيرها وغيرها
ورغم مرور سنوات ونحن الآن فى أواخر عام 2016..مازلت اصادف نوعية هؤلاء الرجال “لامؤاخذة رجال” .. لدرجة أننى أصر فى بداية اى حوار مع معجب أو عريس أو حتى عاشق ولهان، التطرق إلى أننى أعتز بهذه المهنة ولن اغيرها يا عزيزى.. خاصة أننى أرى كل من حولى من صحفيات ناجحات إما غير متزوجات مطلقات أو منفصلات بدون أوراق رسمية.. أو هى من تعول المنزل بأكمله بما فيه هو !
فى عام 2014 قابلت صحفية برازيلية عندما سافرت الى الهند..وبعد حديثنا معا..علمت أن زوجها البرازيلى يفتخر كثيرا بمهنتها ويحترم أحلامها..رغم انها تسافر كثيرا وتترك أطفالها معه ليرعاهم.. وتغيب أحيانا أكثر من شهر ..حيث أنها تعمل فى المجال السياسى.. وسافرت بلدان غير آمنة فى أوقات الثورات والحروب مثل تركيا والعراق وسوريا.. هو يحبها كثيرا ويخاف عليها كما هى وصفت لى، لكنه يحب أن يراها راضية وسعيدة بخطواتها فى أحلامها أيضا.. وعندما سألتني ماذا عن الرجال فى مصر ..ابتسمت لها دون أن أجيب..وغيرت الموضوع بجملة “عصير البطيخ هنا رائع
مريم عاطف*
زميلة شبكة نساء من أجل الإعلام،صحفية في الأهرام،وكاتبة