
فاطمة خير-مؤسسة شبكة نساء من أجل الإعلام
يمر هذه الأيام عامان على تأسيس “شبكة نساء من أجل الإعلام”،مولودي الذي خرج من رحم أحلامي وشغفي،عامان كاملان من التفاعل مع الحالمات بعالم الإعلام،الراغبات فيه،والمقاتلات لأجله،عامان أرسم فيهما ملامح لا تشبه أياً من تلك الموجودة على الساحة الإعلامية والتدريبية،أسعى لمولودٍ يشبه تماماً ما أريده لكل امرأة لو كنت مكانها لا أزال أحبو،أو أرغب فى استكمال المسير.
عقبات ومطبات،تساؤلات تعبت في البحث عن إجاباتٍ لها؛لكني لم أحد يوماً عن أن أقدم الإجابات التي تليق بحلمٍ عشته لسنوات قبل أن أراه يبدأ خطواته الأولى، أفكار أعدت صياغتها لتلائم واقع يقسو على النساء،وعلى العاملين في الإعلام،فما بالنا بامرأة تختار الإعلام مهنةً دون كل المهن!،آليات ابتكرتها بما يلائم أحلام نساء تختبىء خلف الرغبة في الانسحاب دون خسائر؛في حين أن الخسارة الحقيقية هي التنازل عن الحلم بسبب عقبات يخلقها كونهن نساء وحسب،وآمال رأيتها تولد أمامي وإن كان ميلاداً متعسراً لكنه بعد العسر دوماً يسر.
أؤمن أن في الأأحلام حياة؛ليست حياةً لصاحبها وحسب،بل ولمن يشاركه الحلم أيضاً؛لذا سمحت لنفسي أن أعيش على مدى العامين الماضيين أحلاماً لنساءٍ أخريات، رأيت أكثرها يتحقق أمامي،فكنت في كل مرة أكتسب عمراً جديداً،وأتعلم :كيف يمكن أن تجعل حلم امرأة واقعاً.
عامان تدور في رأسي الأفكار فتمنعني النوم أحياناً،وتدفعني للبحث والتفكر أياماً طويلة: كيف يمكن أن تمثل مبادرة فردية فارقاً في حياة امرأة مهنية؟.
لكن الإجابات أيضاً تبحث عن الأسئلة، فتتوارد إلى ذهني الأفكار، وأختبرها؛فتنجح، وأفرح ،وتفرح معي أخريات، ونتشارك جميعاً في حلمٍ جديد:أن يكون كل نجاح هو “منار” لأحلام أخريات يدلهن إلى شاطئ فيه تتحقق أحلامهن.
عامان مرا بخطى قد تبدو بطيئة لكنها راسخة، تضع جذوراً لسنواتٍ طويلة قادمة بإذن الله،من مد يد العون لكل امرأة تبحث عن إرشادٍ يوجهها في عالم الإعلام القاسي والشرس.
في العام الجديد ستنضم زميلات جديدات،ترعى الشبكة مشروعاتهن حتى اكتمالها، وستتبادل كاتبات تجاربهن عبر موقع الشبكة الذي صار يذخر بتجارب متنوعة، وستعقد ورش جديدة تتعرف فيها النساء على مواضع لأقدامهن في عالمٍ لا يسمح لهن بالتفكير في أنفسهن؛ثم يحاسبهن بلا رحمة على إهمالهن لإحلامهن.
في العام الجديد،ستشعل “شبكة نساء من أجل الإعلام” شمعةً جديدة في طريقٍ يبدو على المترددين مظلماً،لكنه يبدو للواثقين مكللاً بالنجاح.
فاطمة خير*
مؤسسة شبكة نساء من أجل الإعلام