
قسمة كاتول
الاصطفاف..هو سمة ثقافية لمجتمعي الذي “انتمي له “بالميلاد”
أن نصطف جميعا على ( اختلافاتنا الإنسانية )، ولا يسمح لأحد منا بالخروج عن الصف
وان كان ذاته هذا المجتمع يكون اقل صرامة اتجاه أفراده من الذكور وقتما يحدث تجاوزا وخروجا عن صفوفه
لكن نحن النساء لا يسمح لنا سوي بالاصطفاف ..فقط، وبل نكون جميعا نسخة من مكرر ،بل مع تقديم كافة الالتزام ب”الطابور ” وعلى اختلافاتنا ، لاننا لسنا سواء بالضرورة
وأنا قررت أن اخرج عن الصف..لانىقررت أن اكتب
قررت لا أقففي”الفاترينة”
قررت أن أرى العالم حتى لو من خلال ازرار لوحة الحاسوب
وقتما قررت كتابة هذا الموضوع، رجعت بالذاكرة لعشر سنوات مضت، حين كنت خريجة جامعية وقررت أن انضم لنادي أدب أسوان
وكل مرة (اشيل هم ) وقت خروجي ، سؤالهم ( ها وانتى رايحة فين كدة )
أحاولأنأردوأنا اخفي امتعاضي ( ما قلت انا رايح القصر ، زي كل اسبوع)
بالرغم أنى قد بلغت أهلي بالخروج قبلها “انا هروح القصر يوم الخميس ”
جملة ظلت تكرر من أسرتي لمدة خمس سنوات ، الجملة الممطوطة
يصاحبها (لوية بوز)
” ايو ويعنى اية بتاخد من الروحة والجية لقصر الثقافة دا بقا ؟!! ”
“بحب احضر الندوات اللي هناك”
بالضرورة لم يمكنني وقتها ان أقول”انا رايحة احضر علشان قررت اكتب قصة قصيرة ”
مجهد وقتها الدخول في نقاش “طويل عريض” عن أهمية قرار الكتابة بالنسبة لي
وحتى يتم السماح لي بالذهاب كنت يجب أن التزم بموعد الرجوع “تسعة تكوني في البيت ”
وتدق التاسعة، ألملم دفتري وحقيبتي ….وارجع
وكتبت …..صدرت مجموعتي القصصية الأولي بعد ست سنوات من انضمامي لنادي أدب أسوان ،المجموعة إحدى إصدارات هيئة قصور الثقافة مسابقة الناشر الإقليمي تحت عنوان “صوابع زينب”
وخلال هذه الست سنوات لم ألتزم بشيء سوي بحضور اللقاء الأسبوعي للنادي وأيضا الأمسيات كنشاط أساسي من أنشطة النادي
وتزامن وقتها انضمامي لورش الكتابة الإبداعية ينفذها مشروع “مبدعات في الظل “فيأسوان
أقرأ …..أكتب ….احضر ورش …ارجع اكتب …واكتب ..فقط
ووقت صدور مجموعتي القصصية الأولي ، لم أشأ نهائياأن اخبر أهلي
واعتقد إنهم عرفوا من حوالي سنة تقربيا، ربما بعد صدور مجموعتيالثانية
لم أود،بل أصررت على عدم معرفتهم …….بشأن سري العظيم
خبئت كل نسخ حصلت عليها في وسط كتبي ، استعنت بعلب كرتون (لكاسات وطقم صينى )
وقتها لا يكن لدى سوى هاجس واحد إنهم لو عرفوا بشأن الكتاب وقرروا فرضا أن يقرأوا
أول سؤال ” وانتى اية اللي عرفك بالكلام دا ”
ثلاثة عشر نص قصصي لثلاثة عشر بطلة ، وكل بطلة لديها علاقتها بالجنس بصورةأوبآخري
ووقتها لم أكن املك أي قدرة على الدخول في نقاش “طويل عريض بردو”أوضح فيه أن ثمة فارق بين الكتاب وشخوصهم
لأني لا اكتب سيرذاتية، لكن لم ادخل ولا يحدث ما كنت خائفة منه
لكنى بالقابل أحسست بحالة من الضآلة الشديدة أمام نفسي
الناس تتعامل معي خارج عتبة منزلي كوني استطيع أنأقول جوازا ” كاتبة ”
لكني لم استطع أن أقول هذا أمام أهلي
بخصوص “الناس اللي برا ” منهم أصدقاء ومنهم زملاء في النادي و أندية أدب محافظة أسوان جمعتني بهم الأمسيات
وأصدقاءالأصدقاء ……..كلهم قد قرؤواأو ربما ،لكنهم بالضرورة حدث نقاش حول ماكتبت
وذهب النقاش أيضا لمنطقة ” وهي اية اللي عرفها بالحاجات دي ؟!”
منذ صدور مجموعتيالاوليأخذت ما يقرب من سنتين تقريبا ، وأنااستنزفطاقاتيفي التبرير …….وبعدها تعلمت أن أسوء ما يمكن أن يفعله الكتاب في حق أنفسهم وحق مشروعهم الإبداعيأن يبرروا ما قد كتبوه
لكن ” علشان انا ست ” حدث هذا ، حدث كل هذا النقاش الغير مجدي بخصوص
“انتي اية اللي عرفك بكل دا ”
لن أعرج على ما تلاقيه ” الكاتبات” من الدفع لإثبات مدي ” تحررها ” والذي ما هو بالنهاية إلا لقبول عروض ” مبتذلة “،لم تستطيع لغة الجسد أن توراي سوءات ما وراء هذه العروض ،رغم الترديد المستمر للشعارات( إياها ) من أمثلة
( قد اية انتى بتفكري بطريقة مختلفة)
( انتي دماغك حلوة )
( إحنا بنبقا فخوريين بانه فى بنات زيك فى المجمتع )
( لأننا مجتمع ذكور صعب يستوعب التحرر والانفتاح )
( ضروري نتقابل ونتناقش ) …………..الخ من (هري)
سنتان وأنا أهدر طاقاتي ، وأنا أتراجع خطوات فى السير لاستكمال مشروعي الابداعي
وهنا قررت أنأقفأمام نفسي واسألني
” ماذا تمثل الكتابة بالنسبة لي ؟”
” ما الذي يمكن دفعه للمضي فى مشروعي الإبداعي ؟”
” ما هي مكتسبات الخروج من الصف ، وخانة البطة السودة ؟”
أصدرت مجموعتي القصصية الثانية 2015 وأهلي قد عرفوا، لم اسمح لهم بالدخول إي نقاش
أنا اكتب الجميع ( اللي جوا ) و(اللي برا ) لهم تفسيراتهم لما قد قرؤوه
ولي وحدي قرار الكتابة
أنا اكتب أذن أنا لا أبرر
وقتما قررت الكتابة قررت ذلك لانها هي طوق النجاة من الوقوع فى شرك الذوبان والتلاشي ، والاصطفاف
وخروجي على الصف ليس نزعة طفولية”للاختلاف “انا فقط قررت ..انا اكتب .. فقط
ووقتها وجدتني …وسامحتني ..شعرت بتناغم معي ..وقتها فقط …..أحببتني
قسمة كاتول*
زميلة شبكة نساء من أجل الإعلام