تسنيم عادل: إعلام بلا إبداع ولا تطوير..لكني أقاتل

14962478_955571114586490_1337221732_n

تسنيم عادل


أتذكر جيدا أن مادفعنى لدراسة الإعلام و السعى لإمتهان العمل بالمجال فضلا عن وجود بذرة الموهبة لدى إلا أنى كنت كارهة للروتين غير متقبلة للنمطية
فدوما ما كنت أنفر من احتمالية دخولى دوامة العمل المكتبى لا أرى نفسى مجرد موظفة جالسة على أحد المكاتب غارقة بين الأوراق ليس تقليلا من شأن هذه الأعمال أو من يمتهنونها و لكن بسبب عدم قدرتى على التأقلم مع فكرة الدوران فى نفس الفلك و التقيد بما هو واجب و مفروض ليس من باب  رفض الالتزام بقوانين أو أسس تحدد العمل و لكن من باب الخضوع لفكرة الآلية و ذلك لا يناسبنى لإنى مازالت أجد نفسى إنسان و ليس مكينة لها برامج تشغيل
وجدت نفسى تهفو لفكرة الإبداع و الإبداع أخذنى لفكرة عدم التقيد بأى حدود و لكن اصطدمت بواقع جديد داخل العمل بمجال الإعلام فقد يبدو أنه مجال الإبداع و لكن اتضح لى أنه مجال ابداع اللاابداع ففور نجاح أحد القوالب البرامجية بأى قناة تتسابق القنوات الأخرى لنحت نفس القالب دون محاولة ولو بسيطة لاضافة بصمة القائمين على هذا العمل الجديد !
فمثلا عندما عملت بأحد البرامج كان مفروض علينا نوع معين من الضيوف ونوعية معينة من المواضيع و بالتالى يوميا نقدم ما قدمناه الأمس و ما سيقدم غدا
غير مسموح بتغيير الضيوف غير مسموح بتغيير نوعية المواضبع غير مسموح بالخروج عن شكل و قالب البرنامج و عند السؤال لماذا ؟!
قدمت لى إجابة نموذجية ” اربط الحمار مطرح ما صاحبه يقول” !
قيل لى أن العبرة بالاعلانات و الاعلانات تأتى مع كثرة المشاركات و الاتصالات التليفونية ، و المشاركات و الاتصالات تأتى من المشاهدة العالية و المشاهدة العالية يأتى بها ضيف أو مذبع أو مذيعة لهم شعبية بصرف النظر عما يتم تقديمه !
سألت سؤال آخر هل محاولة الإبداع أو الخروج بره الإطار او ما نطلق عليه التفكير خارج الصندوق يتنافى مع تحقيق مشاهدة عالية ؟!
قيل لى “هو كده اشتغلى على كده عجبك ولا مش عاجبك”
 صدمت من كونى مجبرة على التقولب فى قالب اللاإبداع بل إنى مطالبة أن أبدع فى اللاإبداع فيجب على السمع و الطاعة يجب على العمل كموظفة كآلة أو مكينة بمصنع تنتج اسطمبات مكررة و متشابهة دون النظر لأى قيمة تقدم للمتلقى دون محاولة إنتاج أى جديد متميز
عرفت المعنى الحقيقى لمصطلح ” مخى نحس” فالعمل بداخل المؤسسات الإعلامية داخل مصر إلا ما رحم ربى يفتقد لفكرة الإبداع فى إنتاج المحتوى
يفتقد لتقديم سبل ووسائل التدريب اللازمة للعاملين و التى تسمح بإمكانية تطورهم المهنى الذى يخدم المؤسسة فى المقام الأول
فمعظم المؤسسات بمصر لا تقدم أى تدريبات لتطوير العاملين و إذا قرر أحد العاملين أن يتحمل عبء تطوير نفسه بنفسه يواجه إشكالية تعسف مديريه فى إعطاؤه أجازات تسمح له الالتحاق بالمنح التدريبية أو ما شابه من الآخر المؤسسات ولا بترحم و لا بتسيب رحمة ربنا تنزل وبالتأكيد لا يمكن ترك العمل من أجل تطوير ذات !
واذا افترضنا اتاحة ذلك باعتبار كون التطوير نوع من انواع الاستثمار ولكن من أين لنا أن نأتى بتمويل مهنة إبداع اللا إبداع

أتذكر جيدا أن مادفعنى لدراسة الإعلام و السعى لإمتهان العمل بالمجال فضلا عن وجود بذرة الموهبة لدى إلا أنى كنت كارهة للروتين غير متقبلة للنمطية
فدوما ما كنت أنفر من احتمالية دخولى دوامة العمل المكتبى لا أرى نفسى مجرد موظفة جالسة على أحد المكاتب غارقة بين الأوراق ليس تقليلا من شأن هذه الأعمال أو من يمتهنونها و لكن بسبب عدم قدرتى على التأقلم مع فكرة الدوران فى نفس الفلك و التقيد بما هو واجب و مفروض ليس من باب الالتزام بقوانين أو أسس تحدد العمل و لكن من باب الخضوع لفكرة الآلية و ذلك لا يناسبنى لإنى مازالت أجد نفسى إنسان و ليس مكينة لها برامج تشغيل

 صدمت من كونى مجبرة إلى التقولب فى قالب اللاإبداع بل إنى مطالبة أن أبدع فى اللاإبداع فيجب على السمع و الطاعة يجب على العمل كموظفة كآلة أو مكينة بمصنع تنتج اسطمبات مكررة و متشابهة دون النظر لأى قيمة تقدم للمتلقى دون محاولة إنتاج أى جديد
عرفت المعنى الحقيقى لمصطلح ” مخى نحس” فالعمل بداخل المؤسسات الإعلامية يفتقد لفكرة الإبداع فى إنتاج المحتوى
يفتقد لتقديم سبل ووسائل التدريب اللازمة للعاملين و التى تسمح بإمكانية تطورهم المهنى الذى يخدم المؤسسة فى المقام الأول
فمعظم المؤسسات بمصر لا تقدم أى تدريبات لتطوير العاملين و إذا قرر أحد العاملين أن يتحمل عبء تطوير نفسه بنفسه يواجه إشكالية تعسف مديريه فى إعطاءه أجازات تسمح له  بالالتحاق بالمنح التدريبية أو ما شابه ..من الآخر المؤسسات ولا بترحم و لا بتسيب رحمة ربنا تنزل وبالتأكيد لا يمكن ترك العمل من أجل تطوير ذات !
واذا افترضنا اتاحة ذلك باعتبار كون التطوير نوع من انواع الاستثمار ولكن من أين لنا أن نأتى بتمويل اهذا الاستثمار ؟!
لندخل فى اشكالية جديدة هل نتنازل عن الطموح و الإبداع و التميز الذى يأتى بالتطوير و التدريب من أجل ضمان لقمة العيش و ذلك على حساب القائم على تقديم الرسالة و أيضا على حساب متلقيها
أم نترك لقمة العيش و نبحث عن التطوير الذى يصعب الحصول عليه و اذا وجد لا يقدر صاحبه و يتم قولبته مرة أخرى فى نفس بوتقة الروتين
من المؤكد أن هناك حل وسط يجب أن تعمل من أجله كافة المؤسسات الإعلامية داخل مصر وهو إيجاد فرص تدريبية تحسن من أداء عامليها و إن لم تتمكن هى من توفير هذه الفرص فعلى الأقل توفر لهم أوقات تفرغ تسمح لهم الالتحاق بالفرص التدريبية والمنح المختلفة
احبطت كثيرا إلى أن أدركت أن مهنة الإبداع هى للأسف القاتل له
ابتعدت  وزاد احباطى ولكن ولد  لدى حلم جديد من رحم إحباطى واكتشفت بمولده أنى مازلت أملك القدرة على الحلم و بالتالى القدرة على الخيال و الخيال ما هو إلا قدرة على الإبداع و مازالت أسعى لتطوير ذاتى و مازالت أسعى لخلق فرصة تقدم نتاج هذا الإبداع.

تسنيم عادل*

زميلة شبكة نساء من أجل الإعلام

This entry was posted in Uncategorized, كتابة, نساء, نصائح, إبداع, إعلام, تحديات, تدريب, شبكة نساء من أجل الإعلام and tagged , , , , , , , , , , . Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s