ميرا سامي تجيب عن سؤال :لماذا مذيعة راديو؟ أنتِ جميلة

ميرا 4

ميرا سامي

هذا هو السؤال الذي يطارد أمثالي دائماً وكأن الراديو قد خلق لغير الجميلات، و كأن كفاءتك كمذيعة تليفزيونية تقاس بمدى الجمال الشكلي لا العقلي. يجعلني هذا السؤال أشعر وكأنك تختصرني في وجه جميل دون اهتمام بثقافة وبأداء وبقدرة علي إقامة حوار أو سرد موضوع يهم الجمهور أو حتى الترفيه عنهم بشكل راقي جذاب. لكني لا اتعجب كثيراً في وقت أصبح فيه كل من هب و دب يظهر على الناس ويملي عليهم أوامر بوجهات نظره وقناعاته علي أنها الصواب الوحيد في الحياة الدنيا و الآخره ايضاً!!

ناهيك عن نوع آخر يستفزني لدرجة عالية للغاية و هم “المذيعات المودلز”، هذا النوع الذي يعتمد على الإغراء والكلام “بدلع” واللدغة المصطنعة، مع العلم أن المذيع لابد أن يكون مخارج ألفاظه صحيحة ويتسم بالوقار، ولكن أي وقار هذا وقد أصبح منبر التليفزيون يستخدم للردح و القذف و السب ممن يقال عليهم مذيعين.

في الحقيقة أنا لا أقصد التعميم اطلاقاً لأن لدينا قامات إعلامية مشرفة وعظيمة، لكن يقهرني هذا العبث الذي يحدث حتى يصبح الأي شئ معروف وقامة إعلامية، بينما الذين يستحقون فعلاً لقب إعلامي لا يأخذون حقهم و يرفضون بدعوى ” إنه مبيجبش إعلانات”، ولأن هؤلاء يقدمون محتوى هادف أحزن حقاً على ما وصل إليه الحال.

ولهذا أعشق الراديو حيث لا يحكم علي الجمهور من شكلي ولكن يرتكز حكمه على لباقتي وثقافتي وروحي التي أتمنى أن أصل عبرها إلى قلوبهم وعقولهم، وأن أجد من يختبر قدراتي بناءً على هذه العناصر لا لشئ آخر لكي استطيع تقديم شيء بشكل راقي جذاب ممتع ومفيد وعندها فقط استطيع أن أكون مذيعة في التليفزيون.

ولمن لا يعرف، فإن احتراف إذاعة الراديو اصعب بكثير من التليفزيون، حيث أن الاعتماد هنا على صوتك فقط، فالصوت هو أداة التعبير الوحيدة التي يمكن استخدامها، بعيداً عن العوامل المساعدة في التليفزيون، من عوامل شخصية مثل لغة الجسد وتعبيرات الوجه، وعوامل خارجية مثل الأطقم المساعدة والتقارير المصورة التي تساعد على إيصال المحتوى بصورة أيسر وأكثر سلاسة.

وحتى لا أتهم بأني أقلل من صعوبة العمل التليفزيوني، فلابد أن اعترف أن عملنا في كل الأحوال عمل شاق جدا ذهنياً و نفسياً، فالمذيعة معرضة طول الوقت للحرب بسبب العديد من الاختلافات، غير أن سلاحك الوحيد هو لسانك فقط فإن خانك التعبير في إحدى المرات، ستكون سقطة لن ينساها لا الجمهور ولا تاريخك المهني، وكم من إعلاميين رائعين سقطوا بسبب كلمة أو معلومة خاطئة أو اندفاع بسيطة في حوار محتدم، ناهيك عن أنك تمثل راية تنبه السامعين والمشاهدين لحقيقة الطريق وعليك مسؤولية تضليلهم أو توضيح الرؤية الحقيقية لهم، وتلك أمانة كبرى لابد لها من تأهيل و تدريب و ضمير

ميرا سامي*

زميلة شبكة نساء من أجل الإعلام

مذيعة براديو دهب

This entry was posted in Uncategorized, كتابة, نساء, إبداع, تحديات, شبكة نساء من أجل الإعلام, صحفيات and tagged , , , , , , , , . Bookmark the permalink.

Leave a comment