قسمة كاتول تكتب:الكيبورد ..مصباح علاء الدين للنساء

FB_IMG_1498266541421

قسمة كاتول

وقتما كان تحصيل المعرفة “فرض كفاية ” يقوم به الرجال فقط  نيابة عن المجتمع الذي قوامه هو النساء والرجال (معا )  ، كانت “المعرفة ” كممارسة (إنسانية ) توكل للرجال وتجارب الرجال المعرفية والخبراتية  كافية لهذه المجتمعات

وقتما كان المجتمعات  في تكوينات نسقها “البدائي” ، تدفع وتشجع الرجال على المعرفة وتحصيل الخبرات ، فى حين أنها كانت  ترى النساء في ادوار معينة ، بل لا تتيح مساحة للتحصل النساء معارفهن وخبراتهن  ، وقد حصرت تحصيل المعرفة فى شكل واحد و هو “المحاكاة” .. حين تجلس الأمهات بناتهن بالقرب منهن ليتعلمن كيف يطبخن وكيف ويغسلن وكيف ينظفن ..ولا يسمح لهن حتى بالخطأ

المجتمعات  مرت بمراحل تطور، وتغيرات  “ثورية”  على مر العصور ،أصبحت  المعرفة  اليوم كممارسة إنسانية ضرورة  ملحة  بقوة أن تكون “فرض عين” ،وان على كلا من النساء والرجال  تحصيل المعارف والخبرات  ،والتي هي متاحة ..ومتوفرة وعلى “ضغطة زر ”

حين يتم طرح إشكالية التمكين المعرفي وقضايا النوع الاجتماعي ، أفكر  في كيف نحن النساء نعيش عصر المعرفة  الحرة ، المتاحة للجميع بعيدا عن تصنيفات النوع الاجتماعي أو البيولوجي ، وانه “ما عندناش حجة” في تطوير مهاراتنا وخبراتنا ،بل وامتلاك أدواتنا  ،على اختلاف التوجهات …وان تقصيرنا في حق أنفسنا “رفاهية”

وان سعينا للتحصيل المعرفة ليس رغبة في إثبات الذات أو المنافسة  وليس مفروض أن “نجرجر ” أنفسنا لهذه الأفكار ،بل هو تحصينا لأنفسنا وأرواحنا من عطب الجهل ، وأننا كنساء اليوم  لدينا العديد من الوسائل والطرق  ابسطها   امتلاكنا  “كيبورد ”

نعم “كيبورد ” ، وامتلاكنا إياه يعنى  أننا نحن …ونحن فقط من نحدد ماذا نريد أن نعرف ؟

لماذا؟

و متى؟

و كيف ؟

ولن ننتظر “حتى ياجي الفرج” لنستطيع أن نخوض  تجاربنا  المعرفية

وهذا كفيل بان نكون أمام أنفسنا في حِل من إي ترسبات تركتها أفكار المجتمعات “ذات النسق البدائي”

أعيش في ظل مجتمع لازال يحتفظ ب”الشكل  القبلي ”  فأنا ابنة القبيلة ، وتواجدي الجغرافي بعيدا عن زخم العاصمة  و(المركزية وسنينها)

كل هذا  لا يمكن أن أقول أو “أتحجج” بأنه حاجزا  أو سببا في تقصيري  لتحصيل المعرفة ،لأنه لدي مشروعي الشخصي وهو “الكتابة ” والذي يتطلب بدوره أن ابذل الجهد الكبير  والمتواصل في تطوير مهاراتي وثقل أدواتي  بل السعي  لتحصيل معارفي  وخبراتي بصورة مستدامة

وسيكون من الطفولي جدا   أن اخترع  ذرائع لعدم   فعل ما يلزمني  به مشروعي هذا

القبيلة لم تعد حجة ، تواجد الجغرافي لم يعد حجة ..كوني امرأة بالأساس لم يكن حجة

امتلك “كيبورد” ..امتلكه مجازا ..ومعنى

ولن أعرج على فكرة “المعرفة والتطبيق”

لأنه لم  يكن في مقدورنا  أن نثق في أنفسنا ونخرج للعالم إلا الم نتمكن معرفيا بالأول  ، وقبلها  ما لم نعرف ما نريده تحديدا من أنفسنا ..من العالم

و أنا من منطلق شخصي “جدا ” لم استطع أن “احفر مساحاتي” كامرأة  لديها مشروعها الشخصي ..بعيدا عن تحفظات القبيلة التي لم تعد قوية كما السابق، لدرجة أن القلبية نفسها أصبحت أكثر إشفاقا على أفرادها ،في ظل كل ما يحوطنا من تسارع ، وفرص يمنحننا إياها العالم استطيع أن أقول بسخاء ،لكن هذه الفرص ذاتها تأتي لمن هم لديهم الرغبة القوية في استقبالها ، وقد  توفرت لي الفرص العديدة للمعرفة وقد حاولت الحصول على بعضها

ولذا دوما “كبيوردي” احدي عطايا الكون السخية لي

اجلس ،وكل المعارف على مسافة “زر” ،فقط احدد ما أريده من هذه الأزرار

كأنني أمتلك “مصباح علاء الدين” ، وان كان “عفريت ” المصباح لديه عدد محدد من الأمنيات ، كما تقول الحكايا والعهدة على  “الرواة”

“ما فيش حجة ” أن  نبحث و”ندعبس” ونتعلم ..ونختبر ..ونخوض التجارب

و بالنهاية يصب في خبراتنا التراكمية  كبشر بالأول وكنساء  بالأخص

والتي  هي ليست فقط بمثابة ” صافي ممتلكاتنا ” بل هي البوصلة التي ستوجهنا في الدرب الذي اختارنا السير فيه مع  سابق إصرار

قسمة كاتول*

زميلة شبكة نساء من أجل الإعلام

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

This entry was posted in Uncategorized. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s