قسمة كاتول تكتب: ديسمبر موسم الإحصاء..وتخليت عن دولاب الميداليات

 

1

قسمة كاتول

الإحصاء  ..ك”نساء” يعد من أكثر الأشياء التي  نجيدها ..ونبغضها أيضا

وربما  أحد أسباب اتهامنا “بالنكد” أننا نجيد الإحصاء …..ربما

وللحقيقة الإحصاء “بيجيب النكد”….سواء قام بممارسته النساء أو الرجال

أن نقف في لحظاتنا الآنية ….”ونعد” …….الإخفاقات …النجاحات ……..

وقتها ربما تتحول لحظاتنا الآنية  تلك إلى  حالة من الارتعاب ،وربما تحضر في مخيلتنا كل الهواجس

ومنها نفتعل معارك افتراضية …كمضادات / إجراءات احترازية  من هذه  الهواجس

وهنا  “اللحظة الآنية” ……….تصبح الجحيم …..بكامل حضوره

وتضيق الخيارات …………..وندخل دائرة خوض المعارك بأثر رجعي

نحاول الانتصار في “إخفاقات الماضي” ……في حاضرنا ، الذي هو جل ما نملك

معركة  الوزن

معركة التقدم المهني  

معركة الأمومة

معركة ممارسة الشغف

معركة التطوير الذاتي

معركة  التواجد في المجال العام

معركة أل “c v”

لقد حاولت إحصاء ما تيسر لي من معارك ، نخوضها كنساء ، وتستنزف أرواحنا

شخصيا تخيفني مسألة أن أقرر أن أحصي …لكني أصبحت أذهب إليها وأنا في حل من سياقات المعارك والانتصارات

وهذا أخذ وقتاً طويلاً حتى أصل لهذا “التسامح ” مع فكرة الإحصاء

وقت طويل من “النكد” …والمخاوف ….التي تحولت بالضرورة إلى هواجس ،جعلتني أعيش كل لحظة آنية تمر علي

و أنا اشعر بغصة ….وديسمبر بالنسبة لي ” حنضل ” ….مرارته  تملأ الحلق

وحين قررت أن أتصالح  مع نفسي ، دفعني هذا للتصالح مع “ديسمبر “

وجعلني أمارس الإحصاء كتقييم  للحالي من حياتي …اللحظة الآنية ..أين أًقف الآن ..والآن تحديداً

وهذا بدوره جعلني أتعافي من افتعال  معارك  سببها هواجس ..افتراضية

بل أصبحت في حل من المعارك بمجملها ، وتخلصت من إحصاء الانتصارات والهزائم

حين  قررت التخلي عن “دولاب الميداليات”  الذي كان “يعشش” في ذهني

والذي كان يدفعني باستمرار على الإصرار على “تحويش” الانجازات حتى لو مجانية  وليست ذات جدوى

على حساب تناغمي …وسلام روحي و”هدوان سرها “

كنساء بحاجة ماسة لأن نقدم على المصالحة مع ديسمبر

وأن ” ندع  خياراتنا تعكس آمالنا وليس مخاوفنا ” كما قال “مانديلا”

ولأن الحياة بالخيارات تتسع ، نحن حين نتخلى عن “دولاب الميداليات” ، فنمنح أنفسنا العديد من الخيارات المتاحة والكثيرة

فقط لأننا نمارس الحياة من منطلق التناغم مع ذواتنا  ،دون ضغوط “تحويش ” الانجازات

وهنا  أقدم كل الامتنان ل2017 ” في شكل إحصاء” ………. 🙂

 لأنها جعلتني أقدر قيمة “اللحظة الآنية “

لأنها جعلتني أتخلي عن “دولاب الميداليات “

لأنها جعلتني  أدرك أن حياتي ليست معركة

لأنها  رسخت قيمة التناغم في مقابل أن أكون بمنأى عن سياقات التنافس الكثيرة

وأطلق أمنيتي    لعام  2018

يا أيتها أل  2018

أعطنا طمأنينة وتناغم ……..كفاف يومنا

وامحنينا بجل سخاءك  تسامي حد الاستغناء

واحيطي أرواحنا  بكل ما في قدرتك من سلام

قسمة كاتول*

زميلة شبكة نساء من أجل الإعلام

 

This entry was posted in Uncategorized, كتابة, نساء, نصائح, إبداع, إعلام, تحديات, شبكة نساء من أجل الإعلام, صحفيات and tagged , , , , , , , , . Bookmark the permalink.

1 Response to قسمة كاتول تكتب: ديسمبر موسم الإحصاء..وتخليت عن دولاب الميداليات

  1. محمد يوسف says:

    رائعة و في غاية الجمال و وصفك لاحصاء المراة بيدل علي معرفتك الكاملة بكل الامور و لكي جزيل الشكر و في انتظار الجديد

    Like

Leave a reply to محمد يوسف Cancel reply