
ميرا سامي
منذ أيام طلب مني كتابة المقال الشهري لموقعنا الحبيب ،على أن يتحدث المقال عن تجربة عشتها و يكون تكليل للسنه بأكملها ، فكرت كثيرا ًكثيرا ًجداً ماذا أكتب عن تجربتي في سنة ٢٠١٧ ،فقررت أن أحكي الحكاية من أولها :
مع نهايات السنة السابقة كنت مهشمة تماما ً،تصادقني الوحدة الموحشة و كانت حياتي أشبه باللقطاء ،شخص مدمر نسي كل نجاحه السابق ،غارق في الآلام ،أكثر ما يسمع ممن حوله هو أنه فاشل لا يقدر على فعل شئ ،حزين معظم الوقت يناجي والدته التي تركته في عالم لا يعلم فيه أي شي سواها . كنت قد خسرت كل شي بمعني الكلمة ،حتي قررت يوماً ما أن أتمرد ،سأكسر كل ما حولي من ألم و حواجز ، فأنا بمفردي ،فماذا سوف أخسر بعد كل ما خسرت ؟ و فعلا استيقظت صباح يوم لأرى الحياة مختلفة ..السماء صافية و الهواء يداعبني ،وذهبت للتقدم لعمل جديد و مميز في مجالي الذي طالما حلمت بيه فقط و لا كنت أسعى فيه إلا بخطوات بطيئة و لكن الآن لا . قررت أن أبدأ العام الجديد بقوة و حب للحياة ،و كأن أمي معي أريها نجاحي و أجعلها تفخر بي ،فلا وقت أكثر ليضيع ؛فما الفائدة إذ الجميع من حولي يتقدم و أنا أصفق لهم فقط ، و الحقيقة أننى بدأت و عملت و تعلمت و لا أتكاسل قط ،ولا أضيع وقت قط ، سنة حدث فيها الكثير من المفاجآت و التعب و الصدمات و لكن استمريت في طريقي لا أدع شسئاً مهما كان يعرقلني ، لا أسمح بهذا أبداً، ولا أسمح لكلمات الإحباط أو تصغير اأفعالي التي أراها أنا كبيرة ، قابلت كثيراً آمنوا بي و بقدراتي ساعدوني و ساندوني ،و لا اأتذكر كم أحد خذلني من ضآلة حجمهم في نظري و بسبب ذاكرتي الضعيفة التي أعشقها في هذه المواقف ، و أوشك العام على الانتهاء ..عام أحببته تعلمت و تعبت و سهرت و ضحكت و بكيت و كبرت كبرت جداً اكثر ممما أتوقع .
كنت عام الخطوة الأولى و تمت على أكمل وجه ، أشكرك أيها العام و أشكر كل لحظاتك ،وسأتذكرك في الحياة القادمة كثيراً لأنك لا تمر بي بل مررت بداخلي و سوف أعدك بأني سأكمل المشوار و أتذكرك .
ميرا سامي*
زميلة شبكة نساء من أجل الإعلام