
قسمة كاتول
بالنهاية جُل ما نستطيع أن نقدم لأنفسنا هو أن تكون أرواحنا بمنأى عن الإنهاك ومن ثم الاستنزاف ..ثم الهشاشة
ك”نساء ” قررنا أن نخوض مشروعنا الشخصي ،بل فى حياتنا عموما على اختلافاتنا ، وفروق توقيتاتنا
نحن في ممر التجربة والتي تشمل كل الاحتمالات ، الفشل والنجاح …والتعلم والخبرة والتراكم المعرفي يأتي من خلال التجربة والخطأ
لا يمكن إنكار إننا محاطين بالعديد _كما قلت سابقا_ بالفخاخ التي تشكل عوائق كثيرة في سيبل المضي في قدما في مسارنا الشخصي ..بوعي أكثر وحرية
وأضيف على تلك الفخاخ “الخوف من الفشل ” لذا لا نسمح لأنفسنا بالدخول في العديد من التجارب بذريعة هذا الخوف ، وكأننا ك”نساء ” مطالبات طوال الوقت بالنجاح ، واحتمالات الفشل تساوي صفر
هذا يدخلنا أولا في حالة من إنهاك أرواحنا ،لأننا لا يجب ان نفشل ليس فقط في الدور الذي قد قررته المجتمعات والأعراف والذي طرأ عليه العديد من التطورات ،بل حتى ما استطاعتا اختياره لأنفسنا ..وبأنفسنا
ونبدأ في “كر خيط ” الاستنزافات المستمرة فقط لانه يجب ألا …نفشل
ويجب ان “نثبت ” مدى كفاءتنا تحديدا كوننا ……….نساء
وينتهي خيط الاستنزافات ..بهشاشة أرواحنا ،فقط لأننا منذ البدء لم ندرك قيمة في قناعتي الشخصية إنها الأهم ، لأنني ومن تجربة شخصية (جدا ) ،توصلت اليها بعد استنزافات عديدة ،استطعت ان أوقفها
فقط حين سمحت لنفسي بالفشل ..وسامحت نفسي على فشلها السابق ،وبل سأقدم لها كل التسامح على إي فشل قادم ،وان البيئات التنافسية لا تناسب روحي ..وانا انفتاحي على التجربة هي حالة وعي إنساني بكافة احتمالاتها ليس فقط فيما يخص مشروعي الشخص بل كافة جوانب حياتي
وهنا تحررت من قيد” يجب أن أكون ناجحة طول الوقت وفى كل شي”
أنا لا انوي لعب ” superwoman” على اي مستوى فى حياتي ..نهائي
وقد تخلصت من ذهنية “الفوز ..و الخسارة ” ..”النصر..والهزيمة ” ،ولست فى حرب مع أي طرف ولا أسعى للنصر ولا أفكر في هزيمة ،حتى مخاوفي لا أسعى لهزيمتها ..أنا فقط أحاول التصالح معها بالأول ثم استيعابها ..ومحاولة جادة فى البحث عن حلول .بالضرورة أجد دوما الحلول العديدة
يجب ان نسمح لأنفسنا كنساء ان نفشل ،ان نتعلم بالتجربة والخطأ ،أن الذهنيات التي لا ترغب سوى بالنجاح
لن تمر فى ممر التجربة ، ولان الحياة ذاتها بالنهاية مجموعة من الاختبارات التى تحتمل الفشل وتحتمل النجاح
المتعلقون بفكرة “النجاح” فقط هؤلاء هم الأكثر هشاشة أمام التجارب
فقط تزيد من وعينا المعرفي بأنفسنا ، بل تثقل أروحنا وتجعلها قادرة على الاستمرار دون استنزاف
بل تمنحنا بكامل سخاء فرصة التخلص من أوهامنا عن أنفسنا
وتأكد أفكار وتصوب أخرى كنا قد اعتقدناها إنها نحن
بل بنفس هذا السخاء تعطينا فرصة أيضا فى تقييم مسارنا الشخصي
لكن هذا المنح يحدث حينما “نروح” للتجربة ونحن فى حِل من أي خوف من فشل ، أو اي تعلق بضرورة النجاح أو فخاخ الإثباتات ،او تقبل لكل الاحتمالات ، لأننا بالنهاية نمر بالتجربة ونحن نعيش حالة صدق مع ذواتنا ..ولسن في إي اضطرار أن نكون غيرنا
فيا نساء العالم تعالوا نسمح لأنفسنا بالفشل وبالخطأ
تعالوا نتصالح مع فشلنا الماضي ونقدم التسامح اي احتمالية فشل قادم
ونحن ك”نساء” لسنا “مرصودات ” للنجاح ..للإثباتات
وأننا لسنا في حرب …ضد إي طرف
نحن فقط قررنا خوض مسارنا الشخصي ، وعلى استعداد تحمل الفشل قبل النجاح
بل فشلنا لا يعنى هزيمة ..ونجاحنا ليست انتصارات
فشلنا يضيف ولا ينقص ..ونجاحنا يزيدنا ولا يستهلكنا
وليس هناك تجربة تساوي صفر ..الصفر خوفنا من الفشل
قسمة كاتول*
زميلة شبكة نساء من أجل الإعلام