
تسنيم عادل
لا شك أن مهنة الصحافة و الإعلام هى مهنة المتاعب و إذا أخذنا فى الاعتبار تصنيف العامليين بها على أساس النوع فإذن هى مهنة المتاعب اللانهائية المتكررة المتعددة للمرأة!
أن تمتهنى هذه المهنة فهو تحدى فى حد ذاته فأنتى تواجهين تحديات داخل مجتمع هذا المجال و كذلك خارجه بمجتمعنا الأكبر .
فداخله أنت دوما تواجهين أزمة اثبات ذاتك دون التعرض لشائعات قد تمس سمعتك دون حسبانك على طرف من أطراف القيادة داخل مؤسستك.
دوما تواجهين أزمة كونك أنثى فتجدين نفسك تتحولين لرجل وأحيانا رجل “بلطجى علشان تسلكى و متتاكليش”.
دوما أنت مطالبة بعدم المرض بعدم وجود ظروف شخصية بعدم و جود ظروف اسرية بعدم التوقف لبرهة لأى سبب من الأسباب حتى لا يكون ذلك مبرر لتطبيق مقولة ” اهو شغل الستات النهارده مش فاضين بكرة تعبانين جواز حمل وولادة تربية عيال ” من الآخر أنت مطالبة بالتخلى عن حياتك الشخصية حتى تسدى أى ثغرات لانتقادك داخل عملك أو اتهامك بالتقصير و حتى ان تخليتى أو لم تتخلى و حققتى الاتزان بين الكفتين فانت أيضا تحت الميكروسكوب و يتم الوقوف لك بالمرصاد ولن تسلمى أبدا من أى انتقاد .
حققتى نجاحك فرضتى شخصيتك و عملك و مهنيتك تمكنتى أخيرا لمرتبة تستحقينها ، قدر الله و اصبحتى صاحبة قيادة بشكل أو بآخر داخل مؤسستك إذا جاء موعد تحدى جديد “إزاى اشتغل تحت واحدة ست” اه والله مازال ذلك الفكر موجود و كأننا مازالنا داخل مشهد من فيلم مراتى مدير عام !
نبتعد قليلا عن مجتمع المجال لننتقل لمجتمعنا الاكبر و الذى يفرض عليكى تلقائيا مجموعة أحكام مطلقة وصور ذهنية نمطية لمجرد كونك تمتهنين هذه المهنة
فأنت من المؤكد سيئة الأخلاق أنت مباحة أنت منفتحة بالمفهوم الخاطئ للمصطلح عند المجتمع انت منتمية لأى تصنيف ظالم من قبل أصحاب الرؤية السلبية النمطية عن المجال و عن العاملين به و خاصة إن كانوا إناث.
تعرضتى لكل هذه المتاعب وعافرتى وقاومتى وقبلتى التحدى و لكنك فى منتصف الطريق أصابك شئ من التعب المعاناة الملل أو شئ من اليأس أصبحتى بحاجة لمن يشدد من أزرك هل وجدتيه ؟! لا فهناك تحدى آخر فليس من حقك الشكوى ليس من حقك التعب “هو مش انتى اختارتى اشربى استحملى ولا سيبك من الشغلانة و اشتغلى أى حاجة و لا اقعدى فى البيت “!
هذه ليست كافة التحديات هذه بعضها أو بمعنى أصح أشهرها و أكثرها شيوعا و التى لابد أن تتعرضين لها داخل مهنتنا العزيزة
هذه التحديات لا يوجد لها سبيل لمنع حدوثها و لكن لها سبل و سبل لتخطيها طالما آمنتى بنفسك بموهبتك بهدفك و رسالتك
كل ما قمت به و اقوم به و سوف أقم به و ارشدك له هو الإيمان بالذات مع السعى الدائم
امضى فى طريقك تحدى تخطى و لا تبالى
تسنيم عادل*
زميلة شبكة نساء من أجل الإعلام